فيليب جيرالدي: الطائرات تنقل الأسلحة والمتطوعين إلى لواء اسكندرونة ، وقوات خاصة بريطانية وفرنسية وأميركية تدير المعارك على الأراضي السورية
أكد ضابط وكالة المخابرات المركزية الأميركية المتقاعد حديثا ، فيليب جيرالدي، أن ترسانة النظام الليبي السابق من الأسلحة جرى ويجري نقلها من المخازن الليبية إلى الحدود السورية ـ التركية. وقال جيرالدي في مقال نشره في العدد الأخير من مجلة "المحافظ الأميركي"( ذي أميركان كونسرفاتيف) إن " طائرات تابعة للحلف الأطلسي لا تحمل علامات تقوم بنقل الأسلحة من ترسانة نظام القذافي السابق ، وكذلك المتطوعين (الإسلاميين) التابعين للمجلس الانتقالي الليبي ، إلى قواعد تركية قريبة من لواء اسكندرونة على الحدود السورية" ، مشيرا إلى أن هؤلاء المقاتلين الليبيين" من ذوي الخبرة في مواجهة الجنود المدربين ، وقد اكتسوا هذه المهارة خلال حربهم في مواجهة جيش القذافي". وأشار جيرالدي إلى أن لواء اسكندرونة " هو مقر الجيش السوري الحر ـ الجناح العسكري للمجلس الوطني السوري ". وكشف جيرالدي أن " مدربين من القوات الخاصة الفرنسية والبريطانية هم الآن على الأرض ، ويساعدون المتمردين السوريين ، بينما تقوم فرق من القوات الخاصة التابعة للجيش الأميركي و وكالة المخابرات المركزية الأميركية بتوفير معدات الاتصالات والمعلومات الاستخبارية للمسلحين ، الأمر الذي يتيح لهم تفادي العمليات المركزة ضدهم من قبل الجيش السوري"!؟
جيرالدي ، وبالتوازي مع ذلك ، نقل عن زملائه في وكالة المخابرات المركزية "شكوكهم في أرقام عدد القتلى التي يزعم أنهم قتلوا على أيدي نظام الأسد ، و الروايات التي تتحدث عن انشقاقات جماعية في الجيش". ويقول جيرالدي إن زملاءه في وكالة المخابرات المكزية "رفضوا هذه الروايات وتلك التي تتحدث عن معارك ضارية بين الجنود الموالين والجنود الفارين ، إذ بدا لهم أن هذه (الروايات) مفبركة ، وأن الانشقاقات في الجيش ، المؤكدة والموثقة بشكل مستقل ، قليلة". ويقول جيرالدي ، استنادا إلى الانطباع المتكون لدى دوائر وكالة المخابرات المركزية، "إن حديث الحكومة السورية عن متمردين مسلحين ومدربين وممولين من قبل حكومات أجنبية هو الأقرب إلى المصداقية". ويختم جيرالدي بالقول إن "الكثيرين من أصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة وضعوا قضية تغيير نظام الأسد على السكة ، وهم يعتقدون بأن سوريا ضعيفة ومنقسمة في حرب أهلية لن تشكل تهديدا لتل أبيب"!؟
وتؤكد إفادة جيرالدي صحة المعلومات التي حصلت عليها من مصادر أردنية خاصة وكشفت عنها الشهر الماضي لجهة ما يتعلق بنقل قوات خاصة أميركية من قاعدة "عين الأسد" في الأنبار غربي العراق إلى منطقة "حوشا" قرب المفرق شمال الأردن في سياق الانسحاب من العراق. وهو ما أكده الناطق باسم الحكومة الأردنية بطريقة غير مباشرة عندما نفى " وجود قوات أجنبية بالمعنى العسكري للكلمة" ، في إشارة إلى أنها قوات "غير محاربة"، أي تقنية أو من المدربين وما شابه ذلك. وتأكد لي لاحقا أن هذه القوات شرعت بإقامة أبراج تنصت في "حوشا" على شبكات الاتصالات العسكرية والمدنية السورية. وبعد انتشار الخبر في الولايات المتحدة، منعت المخابرات العسكرية الأميركية وسائل الإعلام الأميركية من تداول مضمون المقابلة التي أجريتها بهذه الخصوص مع شبكة إعلامية تديرها سيبل إدموندز ، ضابطة مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق ، التي كانت كشفت في العام 2004 قصة التلاعب بسجلات التحقيق في جريمة " 11 سبتمبر" التي نفذتها "القاعدة" في نيويورك!؟
يشار أخيرا إلى أن فيليب جيرالدي ( 66 عاما) كان مسؤولا عن قسم مكافحة الإرهاب في وكالة المخابرات المركزية الأميركية ومخابرات الجيش الأميركي قبل تقاعده ، وهو الآن المدير التنفيذي لـ"مجلس المصلحة الوطنية" في الولايات المتحدة ، ومعلق على قضايا أمنية وعسكرية في وسائل الإعلام الأميركية