التقى جلالة الملك عبدالله الثاني لدى زيارته اليوم الأربعاء مقر جمعية خليل الرحمن الخيرية في عمان، وجهاء وأبناء عشائر الخليل في الأردن، حيث وقف جلالته على انجازات الجمعية، التي تأسست عام 1963، ودورها الاجتماعي والتعليمي والصحي.
وفي كلمة خلال اللقاء قال رئيس الجمعية الدكتور محمد علي الجعبري" نتشرف يا مولاي في هذا اليوم باستقبالكم بين أهلكم وعزوتكم في جمعية خليل الرحمن، ويتشرف كل واحد منا ومن جميع الأصول والمنابت في هذا الحمى العربي أن يسعد برؤيتكم والحديث إليكم، أنتم ، أهل الخير والأمل والعطاء". وأعرب عن أسمى آيات التهنئة والتبريك لجلالته بمناسبة عيد ميلاده، وذكرى المولد النبوي الشريف، ويوم الوفاء والبيعة، مؤكدا وقوف الأردنيين من شتى الأصول والمنابت خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الحكيمة.
وقال الجعبري مخاطبا جلالته "يحق لنا ان نفاخر بكم الدنيا على هذه الروح القيادية النادرة التي جعلت الأردن واحة امن، واستقرار وأرست قواعد الديمقراطية الحقة والحرية المسؤولة حتى أصبح الأردن مضرب مثل وقدوة صالحة يتمنى الناس ان يصلوا إليها".
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أشار إلى ما تتعرض له الأراضي الفلسطينية من قضم يومي واستيلاء من قبل المستوطنين بهدف تهويد الأرض وسلب الحقوق، وعبر عن أمله بجهود جلالة الملك في وقف الظلم والحيف عن الشعب الفلسطيني بما يتمتع به جلالته من احترام في جميع المحافل الدولية وقال "انتم يا مولاي السند القوي للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة التي توالى الملوك الهاشميون على خدمتها".
ولفت الجعبري إلى الرعاية الهاشمية للمقدسات الإسلامية المتمثلة بالمسجد الأقصى وقبة الصخرة والحرم الإبراهيمي في الخليل، والتي حمت وستحمي المقدسات بإذن الله من محاولات التهويد.
وقال ان الولاية الدينية للأردن على المقدسات في الأرض المحتلة حفظت هذه المقدسات من الأطماع الصهيونية، مثمنا موقف جلالته في دعم الشعب الفلسطيني وسعيه إلى إقامة دولته المستقلة القابلة للحياة على الأرض الفلسطينية. وأشار الجعبري في معرض حديثه عن الجمعية إلى تنفيذها عددا من المشروعات في المجالات الصحية والتعليمية، إضافة إلى برامج المساعدة الدائمة للفقراء ودعم طلبة الجامعات، وقال ان الجمعية حققت نجاحاتها بفضل الدعم الملكي الموصول لنشاطاتها.
ولفت إلى ان برنامج الجمعية التعليمي اشتمل على إقامة أربع مدارس وبأقساط ميسرة تغطي الكلف التشغيلية، فيما يخصص الفائض من أرباحها لدعم الفقراء والمساكين من خلال العيادات الصحية، والتعليم، والمساعدات، كما تسهم الجمعية في الحد من مشكلة البطالة من خلال توفير ما يزيد على 250 فرصة عمل في مؤسساتها المختلفة.
من جهته قال العين مروان دودين في كلمته التي ألقاها باسم أبناء الخليل "إنهم يتشرفون باستقبال جلالة الملك في جمعيتهم التي تزداد عزا وشرفا وفخرا بهذه الزيارة، ويستذكرون عهدهم وبيعتهم للملك المؤسس في أريحا والتي حضرها ثلة من أبناء الخليل يتقدمهم آنذاك من قيض الله له ليكون احد أوصياء عرش والداكم الراحل الحسين طيب الله ثراه ورئيس بلدية الخليل وقتذاك سماحة المغفور له الشيخ محمد علي الجعبري رحمه الله".
وأضاف العين دودين "ان أبناء الخليل وهم جزء أصيل من شعبكم الوفي، يقدرون ويثمنون جميع الانجازات الكبيرة التي تحققت في عهدكم الميمون والتي أعليتم فيها البناء وشيدتم فيها الصروح على القواعد الراسخة والقوية التي أرسى دعائمها جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه، وجددتم الدستور ـ واعدتم شبابه ليتلاءم مع معطيات العصر الحديث بعد أن كان أرسى قواعده جلالة المغفور له الملك طلال طيب الله ثراه". وقال "لقد عززتم يا جلالة الملك موقع الأردن وثبتم حضوره على المستويين العربي والعالمي، وان من لا يرى هذه الانجازات المبهرة ومن لا يعي مضامينها كمن ينكر الشمس في رابعة النهار، فيكون بذلك أعمى البصر والبصيرة" . وبين العين دودين ان أبناء الخليل وسدنة الحرم الإبراهيمي الشريف المستظلون بأكناف بيت المقدس وبالأرض التي بارك الله حول مسجدها الأقصى إذ يؤكدون بأن ولاءهم قائم ومستمر وموصول بحبل متين لا تنفصم عراه من المحبة والمودة والإيمان بال البيت الأطهار، فلا يحتاج هذا الولاء والعهد للتجديد لان أبناء الخليل كانوا وما زالوا وسيظلون على العهد ماضون، رهن إشارتكم وطوع بنانكم متمسكين دائما بدورهم في بناء الوطن ورفعته. وقال "ان نعمة الأمن والأمان التي يعيشها الأردن ما كانت لتتحقق لولا رسوخكم آل هاشم في قلوب الناس أولا قبل ان تمتلئ منكم العقول بالمنطق والقبول تاليا".
وفي كلمة القطاع النسائي في الجمعية قالت آلاء سارة ان المرأة نالت في عهد جلالة الملك وبكل حكمة وانتظام حقوقا كثيرة وكبيرة حيث أولى جلالته النساء المسؤولية واثبتن خلالها أنهن على قدر هذه المسؤولية فحملنها بأمانة.
وأشارت إلى جهود جلالة الملكة رانيا العبدالله في تمكين المرأة الأردنية من جهة الحقوق وجهة الواجبات، فكانت المرأة مقنعة في طلب حقوقها وأداء واجباتها وهي انجازات ما كان لها ان تتحقق لولا نعمة الأمن والأمان التي ينعم الأردن بها تحت ظل الراية الهاشمية التي عم خيرها جميع أفراد الشعب.
وقالت انه ما كان للمرأة ان تأخذ مكانتها إلا في دولة المؤسسات التي شيدها جلالة الملك وحرصه على ان يكون الأردن دولة امن وآمان ومؤسسية حتى لا يضيع حق مواطن كائنا من كان.
من جهته ألقى الشاعر فوزي احمد العايد قصيدة وطنية بعنوان "أجمل التهاني بعيد الباني" تناولت الانجازات التي حققها الأردن بعهد جلالة الملك، والتي انعكست بالنمو والازدهار على حياة المواطنين وعلى سمعة الأردن في المحافل كافة.
وفي ختام اللقاء قدمت مجموعة طلاب وطالبات فقرات فنية وغنائية، وأناشيد بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وعيد ميلاد جلالة الملك الخمسين، مثلما قدم رئيس الجمعية هدية تذكارية لجلالة الملك باسم أبناء الخليل. وحضر اللقاء سمو الأمير فيصل بن الحسين، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي رياض أبو كركي، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر سيادة الشريف فواز زبن عبدالله، ومستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام والاتصال أمجد العضايلة، والمستشار في الديوان الملكي الهاشمي عامر الحديدي،وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي يوسف العيسوي، وعدد من المسؤولين، ووفد من مدينة الخليل المحتلة برئاسة رئيس جامعة الخليل